المشاهد الأخيرة من مسرحية انهاء الحرب الروسية الأوكرانية
نهاية الحرب الروسية الأوكرانية
مقدمة
مع اقتراب موعد
تولي دونالد ترامب الرئاسة رسميًا في الولايات المتحدة،
تتزايد الجهود
والمشاورات الدولية لإنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
هذا الصراع الذي
بدأ منذ فبراير 2022 وخلّف دمارًا واسعًا وأثرًا كبيرًا على الاستقرار الدولي.
في الأشهر الأخيرة، شهدت الساحة
السياسية تحركات مكثفة من قِبل أطراف دولية مختلفة،
تشمل جهودًا دبلوماسية لرئيس الوزراء
المجري فيكتور أوربان، ومحادثات غير مسبوقة بين المستشار الألماني أُولاف شولتس
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين،
في محاولة لتضييق الفجوة بين مواقف
الطرفين المتصارعين.
تأتي هذه
التحركات في وقت حساس، حيث أثار ترامب اهتمامًا دوليًا بتصريحاته التي وعد فيها
بإنهاء الصراع سريعًا إذا ما تولى السلطة.
وبينما تتباين
رؤى القوى الكبرى حول كيفية إنهاء الحرب، يبقى التحدي الأكبر في إيجاد صيغة سياسية
ترضي كلا الجانبين وتحفظ السيادة الأوكرانية، في ظل تمسك روسيا بسيطرتها على أراضٍ
أوكرانية كشرط للتفاوض
وفي الدقائق
التالية سوْف نتناول كيفية إعداد الساحة الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب بين
روسيا وأوكرانيا عند تولِّى ترامب الحكم
وما الخطة
المرسومة بسيطرة روسيا على أرض أوكرانية في مقابل وقف الحرب
مؤشرات قبول زيلنسكي بوقف الحرب
نبدأ تحليلَنا
بالمؤشرات التي تدل على اقتناع زيلينسكي بضرورة انهاء الحرب مع بداية تولِّى ترامب
الحكم رسمياً
مدفوعاً
باقتناعه بموقف ترامب الرّاغب في وقف الحرب على الأٌقل
بوقف المساعدات
الأمريكية عن أوكرانيا والتي لا تستطيع أوروبا مكتملة أن تعوّض أوكرانيا عما
ستمنعَهُ أمريكا من مساعدات
وإليك عزيزي
مؤشرات قبول زيلينسكي بوقف الحرب
الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعطى إشارات عن رغبته في إنهاء الحرب مع روسيا عبر
الدبلوماسية. في تصريحاته الأخيرة، أوضح أن أوكرانيا يجب أن تعمل جاهدة لإنهاء
النزاع العام المقبل، بشرط أن تتم المفاوضات ضمن إطار يشمل الدعم من حلفائها
الغربيين.
كما أكد أن
الحلول السلمية تعد أولوية، لكن شدد على أن ذلك يتطلب وضعًا تكون فيه أوكرانيا
قوية بما يكفي لمواجهة التحديات على الأرض، خاصة في ظل التقدم الروسي في الجبهة
الشرقية
زيلينسكي أشار
أيضًا إلى تعقيدات الوضع الحالي، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
"لا يرغب في السلام"، مما يعكس ضرورة التركيز على تقوية الدعم العسكري
والدبلوماسي من الشركاء الدوليين لإنجاح أي مسار تفاوضي.
والان ننتقلُ
إلى
جولة رئيس وزراء المجر للتجهيز لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا
رئيس الوزراء
المجري فيكتور أوربان أجرى جولة مؤخرًا تشمل أوكرانيا وروسيا، حيث التقى بالرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، ثم توجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين. الزيارة هدفت إلى بحث إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار في الحرب
المستمرة بين البلدين.
في كييف، دعا
أوربان إلى إنهاء النزاع من خلال وقف إطلاق النار وبدء محادثات سلام.
ومع ذلك، توترت
العلاقات بين المجر وأوكرانيا بسبب مواقف بودابست، مثل رفض إرسال مساعدات عسكرية
لكييف، واعتمادها الكبير على الغاز الروسي. كما أعربت المجر عن معارضتها انضمام
أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي.
أوربان، الذي
حافظ على علاقات وثيقة مع موسكو رغم الغزو الروسي، أكد أهمية إنهاء الحرب لما لها
من تأثيرات كارثية على أوروبا والعالم، مشددًا على ضرورة تبني مسار دبلوماسي
لتحقيق السلام
ولكن
ما الدِّول التي زراها رئيس وزراء المجر وهل توجه الى أمريكا للقاء ترامب
رئيس وزراء
المجر، فيكتور أوربان، قام بجولة شملت أوكرانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة
ضمن مساعيه
لتحقيق وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. التقى خلالها بالرئيس الأوكراني
فولوديمير زيلينسكي،
والرئيس الروسي
فلاديمير بوتين، و
الرئيس الصيني
شي جين بينغ. كما زار الولايات المتحدة حيث عقد اجتماعًا مع الرئيس الأمريكي
السابق دونالد ترامب في فلوريدا.
أوربان أعرب عن
دعمه لترامب وأشاد بموقفه من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة في حال توليه
الرئاسة مجددًا
أوربان ركز في
لقاءاته على مبادرات سلام، منها الخطة الصينية التي تدعو إلى تجميد الصراع، لكن
مهمته قوبلت بتشكك من أوكرانيا بسبب ميل مواقفه نحو الروايات الروسية، وضعف تأثيره
في المفاوضات الفعلية نظرًا لعدم تمتعه بصلاحيات دبلوماسية قوية
ونأتي إلى
السؤال الهامْ
هل موقف المستشار الألماني واتصاله بالرئيس بوتين يشير الى قرب وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا
الاتصال الأخير
الذي أجراه المستشار الألماني أولاف شولتس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في
نوفمبر 2024،
لا يشير بشكل
واضح إلى قرب وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكنَّه يمثل تطورًا في الجهود
الدبلوماسية.
خلال المكالمة،
دعا شولتس بوتين إلى التفاوض على سلام عادل ودائم وسحب القوات الروسية من
أوكرانيا، وهو مطلب رفضته موسكو التي أكدت تمسكها بشروطها، مثل الاعتراف بضم
الأراضي الأوكرانية والتزام كييف بعدم الانضمام إلى حِلف الناتو.
من جهة أخرى،
أعرب بوتين عن استعداده لمواصلة المفاوضات ولكن وفقًا لشروط "الحقائق
الإقليمية الجديدة"
التي فرضتها
روسيا.
هذه المواقف
تُظهر استمرار التباعد الكبير بين الجانبين، مما يجعل تحقيق تسوية سلمية أمرًا
معقدًا في المدى القريب.
الرئيس
الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد هذه الخطوة بشدة، معتبراً أن الحديث مع بوتين
قد يُضعف عزلة روسيا الدولية دون أن يقدم تقدمًا ملموسًا نحو إنهاء الحرب، بينما
تواجه أوكرانيا صعوبات متزايدة على الأرض
ولكن
ما خطة انهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي تتضمن استمرار سيطرة روسيا على أراض أوكرانية
تتضمن خطط روسيا لإنهاء الحرب مع
أوكرانيا استمرار سيطرتها على أراضٍ أوكرانية، مثل جزيرة القرم
وهو ما يُعَقِّد
أي جهود للتوصل إلى تسوية سلمية. خلال المحادثات والاتصالات الأخيرة،
أكدت روسيا أن
أي اتفاقية سلام يجب أن تأخذ في الاعتبار ما وصفته بـ"الحقائق الإقليمية
الجديدة"، في إشارة إلى المناطق التي ضمتها مثل دونيتسك ولوهانسك وخيرسون
وزابوريجيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها منذ 2014
وإليك عزيزي
تفصيلاً لتلك المناطق التي تطالب بها روسيا
وسوف تتمكن
بالفعل روسيا من السيطرة عليها في نهاية المطاف
المناطق التي ترغب روسيا في ضمها
روسيا تطالب
بالسيطرة على عدد من المناطق في أوكرانيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم (التي
ضمتها في عام 2014)،
وتعتبرها جزءًا
من أراضيها بموجب استفتاء لا تعترف به معظم الدول.
المناطق الأخرى
التي تطالب بها أو تسعى للسيطرة عليها تتضمن ما يلي:
دونيتسك:
جزء من إقليم
دونباس في شرق أوكرانيا، وهي واحدة من منطقتين أعلنت فيهما روسيا دعمها للجمهوريات
المعلنة ذاتيًا (جمهورية دونيتسك الشعبية).
لوهانسك:
أيضًا جزء من
إقليم دونباس، وأعلنت روسيا دعمها لجمهورية لوهانسك الشعبية. هذه المنطقة شهدت
نزاعًا مستمرًا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا منذ عام
2014.
زابوريجيا:
في سبتمبر 2022،
أعلنت روسيا ضم جزء من هذه المنطقة الواقعة جنوب أوكرانيا، رغم استمرار أوكرانيا
بالسيطرة على أجزاء منها.
خيرسون:
منطقة جنوبية
تطل على البحر الأسود ونهر دنيبرو. روسيا أعلنت ضم أجزاء منها، لكن أوكرانيا
استردت جزءًا كبيرًا من الأراضي في عمليات مضادة.
ماريوبول:
مدينة
استراتيجية على بحر آزوف داخل منطقة دونيتسك. تم السيطرة عليها من قبل القوات
الروسية في عام 2022.
وفي النهاية
سوف يتم الاتفاق على إخراج مقبول من أوكرانيا
يتضمن الرغبة في
عدم التضحية بمئات وآلاف من الأوكرانيين
وتنازل روسيا عن
منطقة أواثنتين غير هامتين مثل زابوريجيا
ووعود اقتصادية
سخيّة من أمريكا وأوروبا للأوكرانيين
وفي المقابل
تستمر روسيا في السيطرة على شبه جزيرة القرم
وبقية المناطق
مقابل التزام
أوكرانيا بعد الانضمام لحلف الناتو
وهكذا يتم
الإعداد لنهاية الحرب كما وعد ترامب