الجديد

أبواب السماء : أماكن إطلاق صواريخ الفضاء

 

أبواب السماء : أماكن إطلاق صواريخ الفضاء


أبواب السماء : أماكن إطلاق صواريخ الفضاء 


أبواب السماء 


البداية 

بما أنه نظريا يمكن إرسالُ صاروخ إلى الفضاء من أيّ نقطةٍ على الكرة الأرضية،

لماذا اختارت أوروبا أن يكون اطلاق صواريخُها إلى الفضاء مِنْ أميركا الجنوبية

حيث مركز  قاعدة غويانا للفضاء في غويانا الفرنسية،

ولماذا وبالرغم من تفكك الاتحاد السوفيتي مازالت روسيا تصعد إلى الفضاء من كازاخستان التي استقلت وأصبحت دولة مستقلة عن روسيا

كازاخستان حيث قاعدة الفضاء  بايكونور الروسية،

 أهم وأشهر بوابات الفضاء على مستوى العالم،

التي  شيدها الاتحاد السوفييتي في كازاخستان

ولماذا شيدت الولايات المتحدة مركز كيندي للفضاء في جزيرة ميريت التابعة لولاية فلوريدا  في المحيط الأطلسي

وشهد مركز كيندي مغادرة أول رحلة بشرية إلى القمر

ألا يوجد في أمريكا كلها منطقة تصلح للانطلاق إلى الفضاء؟

هل عمليا هناك أماكنُ محددة لا تُطلَقُ الصواريخ إلا منها، وهذه الأماكنُ مُختارة بعناية لاعتبارات عدة.

حيث لا يمكن إطلاق الصاروخ إلا من قواعد إطلاق معينة، ويتم اختيار أماكنها بشكل دقيق

أين تتوزع بوابات الفضاء في العالم

ولماذا تلك المناطق فقط

ولماذا ليست كلُّ المناطق صالحة للنفاذ إلى الفضاء

وهل يُمكن الربط بين ذلك والآية الكريمة

﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ۚ لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾

" الرحمن: 33"

كل ذلك وأكثر سوف نناقشه سوياً في الدقائق التالية

في البداية لابُدَّ من القاء نظرة سريعة على تواجُد مراكز الفضاء في العالم حيث انطلاق الصواريخ إلى الفضاء

ولنبدأ ب

الاتحاد السوفيتي

بايكونور الروسية، أهم وأشهر بوابات الفضاء على مستوى العالم، شيدها الاتحاد السوفييتي في كازاخستان .

أميركا

شيدت الولايات المتحدة مركز كينِدي للفضاء في جزيرة ميريت التابعة لولاية فلوريدا وشهد مغادرة أول رحلة بشرية إلى القمر.

 أوروبا

في أميركا الجنوبية شيدت فرنسا مركز قاعدة غويانا للفضاء في غويانا الفرنسية،

الصين

بمساعدة سوفيتية، شيدت الصين مركز جيوغوان الفضائي

جيوتشوان

 في مَنغوليا الداخلية ليصبح بعد ذلك أكبر منشأة صواريخ صينية

يُستخدَم بشكل رئيسي لإطلاق الصواريخ المأهولة وغير المأهولة

وهناك في الصين أيضاً مركز ونتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية في جزيرة هاينان

حيث  يُعتبر موقعاً حديثاً ومناسباً لإطلاق الصواريخ الثقيلة.

اليابان

في جزر سومي اليابانية شيدت طوكيو مركز تانيغاشيما للفضاء واستُخدِم لإطلاق أول قمر اصطناعي ياباني.

الهند

الهند أصبحت واحدة من الدول الفضائية الناشئة بقوة حيث أنشأت

مركز ساتيش داوان للفضاء

 سريهاريكوتا

و يُستخدَم لإطلاق الأقمار الصناعية وصواريخ الاستكشاف

عوامل اختيار أماكن إطلاق صواريخ الفضاء

أمّا عن العوامل التي تحكُم اختيار أماكن مراكز إطلاق الصواريخ

فإن اختيار تلك المواقع   يعتمد على عدة عوامل علمية وتقنية وجغرافية،

 تساهم جميعها في نجاح العمليات الفضائية بأقل تكلفة وبأقصى كفاءة.

وفيما يلي الأسباب الرئيسية التي تجعل هذه المناطق مثالية لإطلاق الصواريخ:

العامل الأوّل: القرب من خط الاستواء

حيث تتوفر السرعة الزاوية للأرض

: عند خط الاستواء، تكون السرعة الزاوية للأرض أعلى مما هي عليه في المناطق القريبة من القطبين. هذا يعني أن الصاروخ يحصل على دفعة إضافية من سرعة دوران الأرض، مما يقلل من كمية الوقود اللازمة للوصول إلى المدار.

مثال: مركز غويانا للفضاء في (غويانا الفرنسية) ومركز ونتشانغ في (الصين) قريبان جداً من خط الاستواء.

العامل الثاني: السلامة

 البحر والمناطق غير المأهولة: مواقع الإطلاق غالباً ما تكون قريبة من البحار أو المناطق غير المأهولة لتقليل خطر سقوط الحطام أو الصواريخ الفاشلة على المناطق السكانية.

مثال: مركز كينيدي للفضاء في (فلوريدا) قريب من المحيط الأطلسي، ومركز تانيغاشيما للفضاء في (اليابان) قريب من البحر.

العامل الثالث: المدار المطلوب

 المدارات القطبية: لإطلاق الأقمار الصناعية إلى مدارات قطبية، يتم اختيار مواقع تكون قريبة من القطبين أو تسهل الوصول إلى تلك المدارات.

مثال: قاعدة فاندنبرغ الجوية في (كاليفورنيا) ومطار بليسيتسك الفضائي في (روسيا) مناسبَيْن لإطلاق الأقمار الصناعية إلى المدارات القطبية.

العامل الرابع: الاعتبارات المناخية

 الطقس: يتم اختيار المواقع التي تتميز بطقس مستقر ومناسب لإطلاق الصواريخ. المناطق ذات الأحوال الجوية المستقرة تقلل من تأجيل عمليات الإطلاق بسبب الطقس السيئ.

مثال: موقع مركز بايكونور الفضائي في (كازاخستان) يتميز بأحوال جوية مناسبة معظم فترات السنة.

العامل الخامس: الجوانب اللوجستية

 البنية التحتية: توافُر بنية تحتية قوية وقرب المواقع من مراكز التصنيع والتحكم يسهل العمليات اللوجستية والصيانة.

مثال: مركز كينيدي للفضاء قريب من مرافق ناسا الرئيسية، مما يسهل النقل والإعدادات.

العامل السادس: الأبعاد الأمنية والسياسية

 الأبعاد الأمنية: المواقع تكون غالباً في مناطق آمنة سياسياً وعسكرياً، بعيداً عن النزاعات لضمان استمرارية عمليات الإطلاق دون تهديدات.

مثال: معظم مواقع الإطلاق الرئيسية تكون في مناطق محمية عسكرياً.

الخلاصة في العوامل

تُختار مواقع إطلاق الصواريخ بعناية بناءً على مزيج من العوامل العلمية والتقنية والجغرافية لضمانِ أقصى قدر من الكفاءة والأمان. هذه العوامل تساعد الدول على تحقيق أهدافها الفضائية بنجاح مع تقليل التكاليف والمخاطر المرتبطة بإطلاق الصواريخ إلى الفضاء.

 والسؤال الذي يفرض نفسه

هل كل مناطق الكرة الأرضية صالحة لإطلاق الصواريخ إلى الفضاء أم أنه هناك مناطق بعينها فقط

ولكي نُجيب على هذا السؤال نقول 

الصواريخ الفضائية تُصمم لاختراق الغلاف الجوي للأرض والوصول إلى الفضاء الخارجي، وتواجه تحديات في هذا الصدد. ومع ذلك، من الناحية النظرية، لا يوجد جزء من السماء لا يمكن اختراقه تمامًا بالصواريخ الفضائية. لكن هناك بعض المناطق أو الظروف الجوية التي تجعل إطلاق الصواريخ أكثر تحديًا أو مخاطرة. فيما يلي بعض الأسباب التي قد تجعل بعض المناطق أو الظروف الجوية أقل ملاءمة لإطلاق الصواريخ:

1. العواصف الرعدية

العواصف الرعدية تشكل خطرًا كبيرًا على عمليات الإطلاق. البرق يمكن أن يصيب الصاروخ، مما يتسبب في فشل المهمة أو تلف المعدات. لذلك، تُؤجَل عمليات الإطلاق في حالة وجود عواصف رعدية في منطقة الإطلاق.

2. الرياح العالية والاضطرابات الجوية

الرياح القوية، خاصة على ارتفاعات عالية، يمكن أن تسبب اضطرابات تؤثر على مسار الصاروخ واستقراره. قد تتسبب الرياح العرضية في تغيير مسار الصاروخ، مما يجعل التحكم فيه أكثر صعوبة. لهذا السبب، تُراقَب الظروف الجوية بعناية وتؤجَل عمليات الإطلاق إذا كانت الرياح قوية جدًا.

3. الأمطار الغزيرة والثلوج

الأمطار الغزيرة والثلوج يمكن أن تؤثر على الأنظمة الحساسة والمعدات الإلكترونية للصاروخ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الرؤية وتزيد من صعوبة التحكم في الصاروخ.

4. الظروف الحرارية

الظروف الحرارية القصوى، سواء كانت شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، يمكن أن تؤثر على أداء الوقود والمعدات. يُفضَّل إطلاق الصواريخ في درجات حرارة معتدلة لتجنب هذه المشكلات.

5. المناطق الجغرافية الخاصة

بعض المناطق الجغرافية قد تكون أقل ملاءمة لإطلاق الصواريخ لأسباب تتعلق بالسلامة أو الفعالية. على سبيل المثال:

     المناطق القريبة من التجمعات السكانية الكبيرة: لإطلاق الصواريخ تحتاج إلى مناطق كبيرة غير مأهولة أو قريبة من المسطحات المائية لتقليل المخاطر على البشر.

     المناطق ذات التضاريس الوعرة: قد تتطلب تضاريس معينة، مثل الجبال العالية، تقنيات إطلاق خاصة قد تكون غير عملية أو مكلفة.

6. الجسيمات الفضائية والحطام الفضائي

على الرغم من أن الحطام الفضائي والجسيمات الموجودة في مدار الأرض لا تعيق إطلاق الصواريخ بشكل مباشر، إلا أنها تشكل خطرًا عند الوصول إلى الفضاء. لذلك، يجب التخطيط للمدارات بعناية لتجنب الاصطدام بالحطام الفضائي.

7. النطاقات الزمنية

بعض النطاقات الزمنية تكون أفضل من غيرها بناءً على موقع الأرض بالنسبة للشمس والأجرام السماوية الأخرى. على سبيل المثال، قد تكون بعض الفترات الزمنية غير مناسبة لإطلاق البعثات التي تتطلب مدارًا معينًا بسبب تأثير الجاذبية أو الإضاءة.

الخاتمة

رغم أن الصواريخ الفضائية تُصَمَّمْ لاختراق الغلاف الجوي والوصول إلى الفضاء، هناك ظروف وعوامل جوية وجغرافية تجعل بعض الأوقات والأماكن أقل ملاءمة أو أكثر تحديًا لإطلاق الصواريخ. التخطيط الدقيق واختيار المواقع والأوقات المناسبة لإطلاق الصواريخ يلعب دورًا حاسمًا في نجاح المهمات الفضائية

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -