متى وأين قال اليهود أن عُزير ابن الله l قصة عُزير والقرية الخاوية على عروشها
قصة عُزير والقرية الخاوية
مقدمة
عُزَيْرُ هو شخصية مذكورة ضمن القصص التي
أوردها القرآن الكريم، وتُعتبر من الشخصيات الهامة في التراثين الإسلامي واليهودي.
ذكره
القرآن الكريم مرتين
مَرَّةُ في سورة البقرة في الآية 259
قال
تعالى
أَوْ
كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا
قَالَ
أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ
عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُۥ
قَالَ
كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
قَالَ
بَل لَّبِثْتَ مِا۟ئَةَ عَامٍ فَٱنظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ
يَتَسَنَّهْ
وَٱنظُرْ
إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ
وَٱنظُرْ إِلَى
ٱلْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا
ثُمَّ
نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ
قَالَ
أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ
و مَرَّةُ
في سورة التوبة الآيةُ 30
قال
تعالى
وَقَالَتِ
ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ إبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَارَا ٱلۡمَسِيحُ إبۡنُ
ٱللَّهِۖ
صَدَقَ
الله العظيم
لنبدأ معاً قصة عُزَيْرُ
عُزَيْرُ في التراث الإسلامي والتراث اليهودي ، والجدليّة الإسلامية اليهودية
وفقًا للتفاسير الإسلامية، عزير كان
رجلًا صالحًا من بَني إسرائيل. هناك روايات تذكر أنه حَفِظَ التوراة
عندما ضاعت بعد تدمير القدس وسبي
اليهود إلى بابل. عاد عُزَيْرُ بعد السبي وعمل على تجديد التعليم الديني لبني
إسرائيل
و عُزَيْرُ وهويتُهُ من أبرز
الجدليات الإسلامية اليهودية خاصة، بعدما تضاربت التفسيرات حول الآية الكريمة في
سورة التوبة
«وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ
ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَا الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ
صَدَقَ الله العظيم
وقد ظهر العُزَيْرُ في تفسير
«الطبري» للآية وتفسير «ابن كثير» بصورة إيجابية
حيث قُدِّم على أنه الشخص الذي
استردَّ النص التوراتي المفقود، أيام النفي البابلي.
فبعد سقوط مملكة يهوذا على يد نبوخذ
نصَّر
البابلي،
تم إجلاء من تبقى من اليهود في بابل،
وعكف عُزَيْرُ على جمع أسفار
العهد القديم في كتاب مكتوب، ليحفظها من الضياع مرة أخرى،
ولُقب بـ عِزرا الكاتب كونه
هو مَنْ كَتَبَ التوراة، كما يوجد في أسفار العهد القديم سِفر بِاسم عِزرا
ونجد أن الطَبَري أظهر عُزَيْرُ
بصورة إيجابية مشرقة؛
حيث ورد عنه في كتابه الشهير «تاريخ
الطبري» جانب من حكاية عودة اليهود إلى فلسطين، ذكر فيها،
أنهم لما دخلوا الشام لم يكن معهم عهد من الله
(أي كتاب مقدّس)،
فالتوراة هلكت مع دمار مدينتهم، وكان العُزَيْرُ
من المنفيين إلى بابل،
حَزَنَ بشدة ثم بعث الله له مَلَكاً
معه التوراة،
وأقام الله لهم عُزَيْرُ مؤديًا لحق
الله، وهو ما دفع اليهود
بعد فترة من الزمن
للقول بأن العُزَيْرُ ابن الله.
ولكن متى وأين قال اليهود عُزَيْر بن الله؟
قالت اليهود عُزَيْرُ ٌ إبن الله عندما كانوا فى مصر، يضاهئون قول
الذين كفروا من قَبْل
يضاهئون قول المصريين
من ناحية أُخرى فإن الذى أماته
الله مائة عام ثم بعثه ليس عُزَيْرُ
، وما يقال فى كُتُبْ التفاسير مُجرّد تخمين.
كان
اليهود فى عصر نبى الله موسى عليه السلام يعيشون بمصر الفرعونية وقد اتخذوا عُزَيْرُ
إلهاً وزعموا أنه ابن الله
كعقائد المصريين الذين كاتو يؤلهون الحاكم
ويظنون أن الحاكم هو ابن الله
عُزَيْرُ في المسيحيّة
ويعتقد بعض معتنقو "المسيحية" بأن العُزَيْرُ هو لِعازر
صديق المسيح، واسمه عِبْري مُختصر
أليعازر، ومعناه من يُعينُه
الله،
وهو من بيت عنيا بأورشليم، وكان يسكن مع أختيه مريم ومرثا،
إلا أن المراجع التاريخية تكذِب ذلك لأن العُزَيْرُ كان فى عصر ما قبل
المسيح، وأن هناك تداخُلاً للأسماء فقط
قصة العُزَيْرُ مُبهمة
قصة عُزَيْرُ تَجْمَعُ بين التراثين الإسلامي
واليهودي، وتعكس أهمية الشخصيات الدينية في تجديد وتقوية الإيمان.
القصة في القرآن الكريم تُبرِزُ قدرة الله على إحياء الموتى وتؤكّد
على التوحيد ونبذُ أي شكل من أشكال الّشِرْكُ.
فَهْمُ هذه القصة يتطلب معرفة بالسياق التاريخي والديني لكل من
اليهودية والإسلام، مما يعزز الفَهْمُ الصحيح للنصوص الدينية
قصة نِبُوخَذْ نَصَّرْ ملكُ بابل واليهود
في فترة من فترات ضعف بَني إسرائيل، تعرّضَ اليهودُ للغزو من
نِبُوخَذْ نَصَّرْ ملك بلاد بابل.
حيث دمر بلادهم في بيت المقدس وقتل أعداداً كبيرة من بَني إسرائيل
وشرد أعداداً أكتر، و أَخَذَ منهم الكثير أسرى إلى بابل
كما أمر جنودَه بحَرق التوراة،
وَتَرَكَ ديارَهم ومُدنَهم
وقُراهُم مُدّمرَةُ خرابً بعد إعَمار
وكان عُزَيْرُ ضمن الأسرى حيث كان صبياً صغيراً، ولما بَلَغَ العُزَيْرُ
الأربعين عاماً
أكرَمهُ الله بالحِكمة وكان حافظاً للتوراة
بعد أن سقطت الإمبراطورية البابلية على يد الملك الفارسي كُورَش
وكان الملكُ الفارسي يُحِبُ ال عُزَيْرُ ويُقدِّرهُ
واستجابة لشفاعة ال عُزَيْرُ
أعتق كُورَش بني إسرائيل وعادوا إلى بيت المقدس أو أورشليم وأعادوا إعمار بيت
المقدس
حيث قام عُزَيْرُ بتعليمهم
التوراة وكتابتِها فأحبُوه وارتفعت مكانتَه لديهم
وقَدَّسُوه
والان
نعود لقصة الرجل الصالح وحِمارهُ والمرأَةُ العجوز
عُزَيْرُ
الذي أماته الله 100 عام
والشهير عند جمهور السلف والخلف أن عُزَيْر هو بطل هذه القصة
التى يحكيها الحق تَبارَكَ وتعالى ،
ويقال إن عُزَيْرُ كان
نبياً من أنبياء بَنِى إسرائيل
خرج عُزَيْرُ ذات يومِ
وكان الجو حاراً ،
وفكَّر عُزَيْرُ عليه السلام فى الذِهاب إلى حديقته ليروي الأشجار
، وكانت الحديقة بعيدة
والطريق إليها شاقاً ،
وتتوسطه مقابر ، لكنه قرَّر
أن يخرج ليسقيها
فخرج العبد الحكيم من قريته والشمسُ فى أول النهار ،
، سقى الحديقة وقطف بعض ثمارالتّين
وأخذ بعض العنب ، ووضع التّين
فى سلة
والعنب فى سلة وانصرف عائدا من الحديقة
كانت الحرارة قد اشتدت لدرجة
كبيرة ، وكان الحمار قد تَعِبَ من السير وأصبح بطيئاً فى سيره
وحْينَ وصل إلى المقابر
فًكَّرَّ عُزَيْرٌ عليه السلام أن يهبط قليلاً
أخرج صحناً كان معه وجلس فى الظل.
رَبَطَ الحمار فى حائط قريب
وأخرج بعض الخبز الجاف
ووضعه إلى جواره وعَصَرَ فى
صحنه العنب ،
وأسند ظهره للحائط ليستريح
، جلس ينتظر وينظُر وطاف عُزَيْرُ
ببصره حوله ، وراح يتأمل فيما يراه
من مقابر وقرية مُهدمة
الموت والصمت
كل شىء صامتُ وميّت ، البيوت تهدمت
جدرانها، وبقايا
أعمدة مائلة تريد أن تسقط
الأشجار القليلة في المنطقة صفراء يقتلها العطش،
عظام الموتى الباقية ممن دُفِنوا هناك تحولت إلى ما يشبه التراب،
وأحس عُزَيْرٌ عليه السلام بقسوة الموت من المشهد المَهيب
فتساءل داخل نفسه
«أنى يُحي هذه الله بعد موتها
تساءل كيف يُحي الله هذه العظام بعد موتها وتحولها إلى ما يشبه التراب
،
لم يكن عُزَيْرٌ يشك فى أن الله سيُحيي هذه العظام ،
إنما قالها تعجباً ودهشة
ولم يكد عُزَيْرٌ يقول كلماته حتى مات.
أرسل الله إليه ملك الموت عليه السلام ، فقبض روحَه.
وتمدَّد الحمار فى مكانه حينَ
رأى صمت صاحبه وسكون جسده
وظل فى مكانه حتى مات من الجوع ،
وتمدد الحمار على الأرض إلى جوار صاحبه.
تأخر عُزَيْرٌ في
عودته وشعر أهل قريته بتأخره
فخرجوا يبحثون عنه ،
ذهبوا إلى حديقته فلم يجدوه هناك ، ولم يعثروا عليه رغم البحث المُضني
، مرت أيام وأيام وشهور وشهور
حتى دَبَّ اليأس في نفوس الناس من عودة عُزَيْرٌ
ومرت السنوات، ونسيا الناس عُزَيْرٌ عليه السلام،
ما عدا أصغر أبنائه ، وامرأةً كانت تعمل فى بيتهم
كان عُزَيْرٌ يعطف عليها وكان عمرُها عشرين عاماً
حينَ خرج عُزَيْرٌ من القرية ،
ومرت المائةُ عام ، وشاء الله تعالا أن يستيقظ عُزَيْرٌ ،
أرسل الله إليه مَلَكاً أضاء النور فى قلبه ليرى كيف يبعثُ الله الموتا.
العُزير حياً
قال تعالى
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ
عُرُوشِهَا
قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ
ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامٍ
كان عُزَيْرٌ
ميتاً منذ مائة عام ،
وبرغم ذلك فها هو يتحول من التراب إلى العظام إلى اللحم إلى الجلد ثم
يبعث الله فيه الحياة بالأمر فينهض جالساً فى مكانه.
استيقظ من نومه وجال ببصره فيما حوله
فرأى المقابر وتذكَّر أنه كان
عائداً من حديقته إلى القرية
وكانت الشمس تتهيأ للغروب ، وقال لنفسه لقد نِمْتُ طويلاً من الظهيرة
إلى المغرب.
فسأله الملك الذى أمره الله بإيقاظه
«كم لَّبِثْتَ
فقال له عُزَيْرٌ
«قال لَّبِثْتَ يوماً أو بعض يومٍ ،
قال له المَلَكْ
«بل لَّبِثْتَ مائة عام
أي أنك نائمُ منذ مائة عام ،
لكى تعرف الجواب عن سؤالك حين
تَعَجَبتَ من بعث الموتا
قال تعالا
قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِا۟ئَةَ عَامٍ فَٱنظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ
وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ
وجّهَ عُزَيْرٌ نَظَرَهُ إلى
التِّين والعنب
فوجدهم على حالهم مُنذُ تركَهُمْ
ونامَ قبل 100 عام
امتلأ عُزَيْرٌ بالدهشة ، وأحس الملك أن عُزَيْراً لم يصدِّق ما قاله ،
ولهذا أشار المَلَكُ إلى
الحمار
وَٱنظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ
نظرَ عُزَيْرٌ إلى حمارهِ
فلم يجد غير ترابِ عظام الحِمار
نادى المَلَكُ عظام الحمار
فراحت تتجمع من كل ناحية حتى تكونت العظام
ثم العروق والأعصاب واللحمُ وراح اللحم يكسو العظام
و عُزَيْرٌ ينظر بدهشة ،
وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ
وَٱنظُرْ إِلَى ٱلْعِظَامِ
كَيْفَ نُنشِزُهَا
ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا
شاهد معجزة الله فى بعث الموتا
بعد أن كانوا عظاماً وتُراباً
قال تعالى
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ
قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ
قال العُزيرُ
«أعلم
أن الله على كل شىء قدير.
العودة الى القرية بعد 100 عام
وبعد هذا اللقاء الذي زلزل كيان العُزَيْرُ
نهض عُزَيْرٌ وركب حمارَهُ ، وانصرف عائداً إلى قريته ،
ولكن لم تكن القرية الخاوية على عروشها على حالها
كل شىء فى القريةِ قد تغيَّر
،
وعادت القريةُ الى طبيعتها وانتشر فيها العَمار ودبّت فيها الحياة
تلك القرية التي تَعَجَّبَ عُزَيْرٌ كيف يُحييها الله
ظَلَّ يسيرُ بين الناس
حتى عَثَرَ على خادمتِه
ولكن عمرُها الآن مائة وعشرين
عاما.
وسألها عُزَيْرٌ ، أين
منزل عُزَيْرٌ
قالت له ، لم يعد أحد يذكرهُ
فقد خرج منذ مائة عام ولم يُعُدْ
، قال عُزَيْرٌ
للمرأة:
إننى أنا عُزَيْرٌ ، لقد أماتنى الله مائةَ عامٍ
كان عُزَيْرٌ مُستجاب
الدُّعاء ،
إذا كُنتَ أنتَ العُزَيْر
ادعُ لي الله أن أُبصِرُ وأتحرَّك
لكي أَراكَ وأعرِفُكَ.
ودعا لها عُزَيْرٌ أن تتحَرَّك وتُبْصِر ،
فردَّ الله إليها بصرَها وعافيتها
فَعَرفَتْ أنه عُزَيْرٌ
،
وأسرعت تجرى فى البلدة كلها
قال تعالى
وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ
صَدَقَ الله العظيم