القرامطة l سرقة الحجر الأسود من الكعبة المشرَّفة
عشرون عاماً والكعبة بلا حجر أسود
مقدمة
استولى القرامطةُ على الحجر الأسود من الكعبة المُشَرّفةُ
بعد ردم بئر
زمزم وتدنيس البيت الحرام
فمن هُم القرامطة
ومن أين جاءوا
وما هى عقيدتهم
ولماذا هاجموا مكة المُكرَّمة وسرقوا الحجر الأسود
وكم ظلَّ الحجر الأسود معهم
وكيف عاد الحجر الأسود
هذا هو محور حديثُنا اليوم
من هُم القرامطة
القرامطة هُم فِرقة باطنيّة مُتطرفة، ينتمون إلى
الإسماعيلية، وهي طائفة من طوائف الشيعة كانوا يُظْهِرُون الرفض أي التَشَيُّع،
ويُبْطنون الكُفر المحض، قال عنهم أبو الفرج ابن الجوزِي بأنهم فرقة من الزنادقة الملاحدة من الفُرْس
وتنتسبُ فرقة القرامطة إلى مؤسسها حمدان بن الأشعث
الملقب بقُرمُط
بسبب قِصَر قامته وساقيه وهو من عَرَبِستان في
الأحواز ثم رحل إلى الكوفة
وتظاهر بالزهد والورع والتقشف
وأقام في الكوفة وكَثُرَ أتباعه و أخبرهم أن الصلاة
المفروضة على الناس خمسون صلاة في اليوم والليلة،
ثم أعلم الناس أنه يدعو إلى إمام من أهل البيت، فأقام على
الدعاية حتى اجتمع حولَهُ أناسُ كثيرون
القرامطة فرقة وتنظيم
وقد اعتمدت هذه الحركة التنظيم السرِّي العسكري،
وكان ظاهرُها التشيُّع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.
وهى واحدة من أكثر الفرق الإسلامية دموية وعُنفا فى
التاريخ الإسلامى، وقامت الحركة بِا لإنفصال عن الدولة العباسية إثر
ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا، وكان مقرُ دولتهم بمحافظة الأحساء الحالية فى
شرق الجزيرة العربية،
علاقة القرامطة بالدولة العباسية
استغل القرامطة ضعف الدولة العباسية
وتفككها لدويلات، وانشغالها بحروب خلال ثورة الزنوج،
خلال العصر العباسي الثاني
مِن قَبْل زمن الخليفة أبو الفضل
جعفر المُقتدر بالله وخلال زمنه
فعاثوا في الأرض فساداً وسيطروا على
بعض مناطق الجزيرة العربية، وارتكبوا مجازر كبرى خاصة في طريق الحجاج،
فألغى أهل الشام والعراق الحج لشدة
الرعب منهم، وقاموا بالهجوم على البصرة وقاموا بمجزرة كبرى استمرت 17 يوما،
واستباحوا الأموال
وكان القرامطة يبيحون سفك دماء خصومهم، فأثاروا الرعب
والإرهاب فى البصرة والأحواز
عقيدة القرامطة
أمّا عن أهم ملامح عقيدة القرامطة
إلغاء أحكام الإسلام الأساسية كالصوم ، والصلاة ، وسائر الفرائض الأخرى
ويعتقدون بإبطال القول بالمعاد
والعقاب، وأن الجنة هي النعيم في الدنيا، والعذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة
والصيام والحج والجهاد
يجعلون الناس شركاء في النساء
بحجة استئصال أسباب المُباغضة
بداية هجوم القرامطة على مكة و الكعبة في القرن الرابع الهجري،
في سنة 317 هجريّة
وعندما تولّى أمر القرامطة في البحرين أبو طاهر سليمان بن
أبي سعيد الجَنَابي
بدأ بالتعرض
للحجاج 311 هجرية
فَنَهَبَ قوافل الحُجاج
من أهل بغداد والمشرق وأخذ جِمالهم، وما أردا من أمتعتهم وأموالهم،
ونسائهم وصبيانهم وعاد إلى عاصمته هَجَرْ وتَرَك الحُجاج
في مواضعهم، فمات أكثرهم جوعاً وعطشا ومن حر الشمس.
و في السنة التالية 312 هجرية
سارَ أبوطاهر الجَنَابي
يريد الحجّاج أيضا، فاستولى على الكوفة، وكانت تقع في طريق
القوافل إلى مكة،
فانصرف الناس عن
الحج ولم يحج أحد منهم في تلك السنة
وتتابعت هجمات القرامطة على الحجاج في
السنوات التالية، حتى هاجموا مكة، واقتلعوا الحجر الأسود سنة 317 هجرية
ماذا حدث يوم الترويَة في موسم الحج عام 317 هجريّة
في البداية هاجم القَرامِطة أطراف مكة،
والحُجاج القادمين من العراق والشام وغيرها
وأفتى كثير من العلماء ببطلان الحج
حماية للأنفس والأعراض، حتى
جاءت الطامة الكبرى في العام نفسه، فقرر أبو طاهر القُرمُطي عدم الاكتفاء بقطع
طريق الحُجاج، إنما مهاجمة مكة ذاتها
ثم هاجم قرامطة البحرين مكة المكرمة
قام أبو طاهر القُرْمُطي، ملك البحرين وزعيم القَرامِطة، بغارة على مكة والناس في لباس
الإحرام ، واقتلع الحجر الأسود،
واستحلوا حرمة البيت الحرام، فخلعوا باب الكعبة، وسلبوا كسوتها
الشريفة،
وعندما خرج والي مكة، ابن مِحْلْب ، مع عدد من أعيانها للقاء القرامطة
وجيشهم،
والطلب منهم الابتعاد عن المدينة المقدسة، عاجلهم جنود القَرامِطة، بالسيوف
فقتلوهم جميعاً
سرقة مقام ابراهيم
ثم اتجه أبو طاهر القُرمُطيِ إلى المسجدِ الحرام فدخله بعساكره،
وراحوا يقتلون الناس داخل الحرم وفي الطُرقات والشوارع حتى امتلأ
البلد الحرام بالجثث،
وحاول القَرامِطة،
كذلك أيضا سرقة مقام إبراهيم ولكن أخفاه السدنة وحاولوا هدم وقلع ميزاب الكعبة ولكن قبيلة ذيل رموهم بالسهام فلم يستطيعوا فعل ذلك
الكعبة بلا حجرٍ أسود قرابة العشرون عاماً وعَجْزُ العباسيين
وظل الحجر الأسود في حوزة القَرامِطة
نحو عشرين سنة كما ذكرنا،
حيث بلغوا في تلك الفترة أوْج قوتهم،
و تمكنّوا من ضم بلاد عُمان وهاجموا الكوفة والبصرة مراراً.
ولم تتمكن الخلافة العباسية من فعل
شيء أمام جرائم القرامطة
وحينها قرّر
العباسيّون عقد الصلح معهم مقابل دفع فدية سنوية هائلة تقدر بـ 120 ألف دينار
ذهبي،
، وهو الأمر الذي أثَّر بالسلب في
أعداد الحُجاج، التي راحت تقل عاماً بعد آخر.
الكعبة البديلة
وفي 318 هـ تقريباً
فَرَضَ القرامِطةُ الحج إلى مايُسَمَّى بالجَش فيِ الْقُطيف ،
وهو بيت كبير تم فيه وضعُ الحجر الأسود كبديلُ للكعبة
وأمر القرامطة سكان منطقَةِ الْقُطيف
بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك
الأوامر، فقتل القرامطة أناساً كثيرين منهم
عودةُ الحجر الأسود
وظل الحجرُ الأسود عندهم نحو اثنين وعشرين عاماً
وكان عدد من ملوك الإسلام قد طلبوا من القَرامِطة بأَن يردُّوا الحجرَ
الأسود بأيِ مبلغ من المال يحدده القَرامِطة
وبذل بعض الملوك والأمراء لهم خمسين ألف دينار، فلم يردّوه،
وقد بعث الخليفة الفاطمي عُبيد الله المهدي من بلاد المغرب إلى ابن
طاهر القُرْمُطيِ رسالة مِلؤُها التهديد والّلَعن،
وقالَ له
أخفَقْت علينا سعيَنا،
وأشبَهْتَ دولتنا بالكُفر والإلحاد بما فعلْت
متى لم تردُّ على أهل مكة ما أخَذْتَ، وتُعيد الحجر الأسود إلى مكانهِ،
وتعيد كسوة الكعبة فأنا بريءُ منك في الدنيا والآخرة
فلما وصلت هذه الرسالة أعيد الحجر إلى مكة.
حيثُ حَمَلوه وأتَوا به إلى الكوفة فنصبوه في المسجد الجامع حتى يراه
الناس، ثم حملوه إلى مكة وردوه في مكانه في الكعبة، وقالوا
أخذناه بأمر ورددناه بأمرٍ
تلك إحدى الروايات لاستعادة الحَجرُ الأسود
نهايةُ القَرامِطة
في نهاية المطاف سقط القَرامِطة ؛ من جرّاء انكماشهم الداخلي
وذلك بعد أن أُسنِدَ الأمرُ في دولة القَرامِطة فيِ البحرين إلى شاب أسْمُوهُ
المهدي المُنتظر،
فقام ذاك المهدي المزعوم
بإعدام عديد من أعيان الدولة، التي شارفت على الانهيار ودخلت في حرب مع الفاطميين،
مما دفَعَ بالعديد من القَرامِطة إلى الارتحال إلى إيران.
وفي مُنتصف القرن الخامس الهجري ، استطاع العوينيّون وبعض القبائل
العربية الموالية للعباسيين
والسلاجقة من هزيمة القَرامِطة
واستَطاعَ الفاطميُّون في عهد
العزيز بالله من دحْرِهم عن إقليم الأحساء والبحرين والقضاء عليهم
بعد ما يزيد عن القرنين بكثير
، استباح فيهما القَرامِطة دماء المسلمين
وأموالهم وأعراضَهم